رابطة آل البيت لشمال وشرق سوريا: على القوى العراقية والسورية إبداء موقف حازم تجاه الاحتلال التركي

أكد آل البيت أن أردوغان ونظامه يمارسان نفاقاً لا متناهياً تجاه قيم الدين الإسلامي، لذلك فالوقوف إلى جانب الشعب الكردي المظلوم في وجه ظلم الدولة التركية وحكومة أردوغان، هو واجبٌ ديني، مؤكداً على القوى العراقية والسورية إبداء موقف حازم تجاه الاحتلال التركي.

أصدر مجلس شورى رابطة آل البيت لشمال وشرق سوريا، اليوم، بياناً إلى الصحافة والرأي العام، أكد خلاله أن الدولة التركية احتلت مساحاتٍ شاسعة من الأراضي السورية، وتسير في مسعاها نحو احتلال الأراضي العراقية، رغبة منها في تحقيق أحلامها المتجسدة في العثمانية الجديدة.

وأكد المجلس أن دولة الاحتلال التركي التي تسير وفق نهج الدولة العثمانية، ألحقت أضراراً كبيرة بالدين الإسلامي والمؤمنين الخيّرين، وخاصة النهج الإسلامي الذي لاقى ضرراً كبيراً وما زال.

وجاء في نصه:

"بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وآله المحسنين أجمعين، ولِتَكُن دعواتنا وصلواتنا لأجل السلام والعدالة والمساواة.

فأمرُ اللهِ عزَّ وجل أن العمل الصالح هو لُبَّ فعل الخير، والمؤمنون هم أولئك الذين يتسابقون إلى فعل الخير.

شَهِدَ التاريخ الإسلامي بروز شخصيات وقوى ظلامية وشريرة، ساهمت بشكلٍ سلبي وهدام في الدين الإسلامي وألحقت أضراراً كبيرة بالأمة الإسلامية، وتُعدّ داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وحُلفاؤها، أخطر وأسوء الأمثلة في هذا القرن الذي نعيشه، ولا شك في أن الدولة التركية ورئيسها الحالي أردوغان، من أقرب حُلفاء داعش، فلم ولن يشهد التاريخ الإسلامي شخصية أكثر نفاقاً من أردوغان.

فقد احتلت الدولة التركية مساحاتٍ شاسعة من الأراضي السورية، وتسير في مسعاها نحو احتلال الأراضي العراقية، رغبة منها في تحقيق أحلامها المتجسدة في العثمانية الجديدة، وهي تتذرع في هجماتها هذه بقمع المطالب الحقة والمشروعة للشعب الكردي، فالدولة التركية في حقيقتها عدوة الشعوب والمعتقدات، فقد ألحق الاحتلال العثماني لشعوب المنطقة، والذي امتد لأكثر من 500 عام، أضراراً كبيرة بالدين الإسلامي والمؤمنين الخيّرين، وبشكلٍ خاص لاقى النهج الإسلامي ضرراً كبيراً ولا زال، ونحن رابطة آل البيت لشمال وشرق سوريا، نسعى مرة أخرى لتذكير المؤمنين الخيّرين ومحبي آل البيت بهذه الحقيقة، ونريد أن نقول أيضاً إن الهجمات الاحتلالية التي تشنها الدولة التركية في العراق وإقليم كردستان، تشكل خطراً كبيراً وداهماً على مستقبلنا جميعاً.

نحن المواطنون السوريون ورابطة آل البيت، نعرف الدولة التركية وألاعيبها جيداً، فحكومة أردوغان هي حكومة تعصب قومي ومذهبي، وتعادي قوى التحرر التي حاربت وقضت على تنظيم داعش الإرهابي، فكما أنها احتلت قبرص قبل خمسين عاماً بذريعة إحلال السلام، فقد أصبح لها عشر سنوات وهي محتلةٌ الأراضي السورية بالذريعةِ نفسها؛ هذه الدولة التي تسببت بتهجير ملايين المواطنين السوريين ودمار مئات القرى وعشرات البلدات والمدن السورية، وخدع أردوغان ونظامه المواطنين السوريين، فقد جند الآلاف منهم كمرتزقة لخدمة مصالحه وأجنداته، وفي الآونة الأخيرة أرسل أعداداً من هؤلاء المرتزقة نحو الأراضي العراقية؛ إن شكل الارتزاق هذا، ما هو إلا شكلٌ جديد لاستمرار الاتفاق السياسي والعسكري بين الدولة التركية وتنظيم داعش الإرهابي.

لقد لمسنا جميعاً الفتنة التي أرادت حكومة أردوغان إثارتها بين الشعبين الكردي والعربي، فذهنية الدولة التركية قائمةٌ اساساً على فكرة أن الشعبين الكردي والعربي قد خانا السلطنة العثمانية؛ فحقيقة الاحتلال الذي تقوم به حكومة أردوغان وحلفاؤها في العراق قائمة على أساس عقلية الدولة التركية التي أعلنت قبل سنوات بـ "أن الحدود بيننا وبين العراق رُسِمَتْ بشكلٍ خاطئ، وكان من المفروض أن تمر الحدود من السهول".

إن الشعب الكردي والمسيحيين الآشوريين في منطقة بهدينان، يُعانون الأمرين جراء هذه الهجمات الاحتلالية، فالدولة التركية وحلفاؤها يشنون حرباً قذرة على مقاتلي حركة حرية كردستان؛ كما أن أردوغان ونظامه يمارسان نفاقاً لا متناهياً تجاه قيم الدين الإسلامي ويرتكبان ذنباً عظيماً، ونشهد ذلك في الحرب الشعواء القذرة التي تستهدف وجود الشعب الكردي وكذلك العلاقات التي يعقدها مع حكومة نتنياهو؛ لذلك نحن علماء الدين في رابطة آل البيت لشمال وشرق سوريا، نوجه نداءنا إلى عموم الشعب العراقي وبالأخص محبي آل البيت، أن يدركوا حقيقة الخطر الذي يشكله أردوغان ونظامه، فما الدعاية التي يروج لها أردوغان وبخجلي لمعاداة الشعب الكردي، إلا محاولةٌ لإخفاء حقيقة هدفهما الرئيس في إعادة إحياء العثمانية الجديدة، لذا نطلب من جميع القوى والأطراف السياسية في العراق أن تكون صاحبة مواقف أكثر تأثيراً.

ولا شك أن بعضاً من الكرد في منطقة إقليم كردستان، المصطفين إلى جانب أردوغان وحكومته، هم أحد أسباب التوتر الأمني الحاصل في العراق، ويجب على جميع القوى العراقية ألا تنخدع بالذرائع والحجج التي تدعيها تلك الجهات السياسية والاجتماعية الكردية المصطفة بجانب أردوغان وحكومته، لأن كلتا القوتين تعاديان الشعب الكردي ومصالح الشعب العراقي؛ كما نوجه نداءنا إلى تلك الأوساط الكردية، كي تبتعد عن تلك الأعمال السيئة.

إن الدولة التركية التي مارست جرائم إبادة جماعية بحق الملايين من الشعب الأرمني وكذلك الآلاف من الشعب الآشوري السرياني والشعب العربي في القرن الماضي، تسعى جاهدة إلى تحقيق الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي في القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن للدولة التركية ونظامها بذهنيتها الحاقدة والعدائية أن تكون صديقة الشعوب والمعتقدات أبداً.

إن اختلاف الناس في ألسنتها وألوانها وثقافاتها ولغاتها، لهي آياتٌ من الله عزَّ وجل، فلا يمكننا نحن المؤمنين أن نسمح أو نصمت حيال جرائم أردوغان والدولة التركية بحق الشعب الكردي؛ لذلك نناشد الجميع بألا يسمحوا باستمرار الظلم والاضطهاد الذي تمارسه حكومة أردوغان على الشعب الكردي، فالوقوف إلى جانب الشعب الكردي المظلوم في وجه ظلم الدولة التركية وحكومة أردوغان وبخجلي الفاشية، هو واجبٌ ديني.

نأمل أن نشهد موقفاً أكثر تأثيراً وإيجابية وقوة من علماء الدين في أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وجميع المؤمنين الخيرين وكذلك كل المثقفين والنخبة من أصحاب الضمائر الحية من الشعب العراقي، وأن يصبح موقفهم ضد الظلم والاضطهاد، نموذجاً ومثالاً يقتدي به الشعب العراقي والإسلامي، فموقف المسلمين الصالحين والوطنيين العراقيين، سيكون من شأنه تحقيق الأخوة الحقة في العالم الإسلامي؛ لذلك نحن رابطة آل البيت، ندعو مرة أخرى جميع القوى السياسية العراقية، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويبدوا موقفاً حازماً تجاه الاحتلال التركي للأراضي العراقية، كما أننا ندعو في الوقت نفسه جميع القوى السياسية السورية إلى تحقيق الوحدة فيما بينهم والنضال بشتى الوسائل ضد احتلال وفاشية الدولة التركية".